لا يخفى على الجميع المستوى القرائي والكتابي لجزء كبير من طلابنا من كافة الأعمار والمراحل؛ حيث يتخرجون من المراحل التعليمية المختلفة بدون قدرتهم على القراءة والكتابة بالمستوى المناسب، فتجد بعضهم في المرحلة الإعدادية ولا يحفظون الحروف الهجائية العربية، وتجد بعضهم قد تخرج من المرحلة المتوسطة ولا يجيد قراءة كلمة واحدة توحد الله، بل قد تجد بعضهم حاصلين على مستوى تعليم جامعي ولا يجدون القراءة والكتابة الصحيحة ومنشورات مواقع التواصل الاجتماعي خير دليل، بل إن جزءًا كبيرًا من الباحثين والكتاب وأساتذة الجامعات والسياسيين ... حالهم ظاهر ووضعهم كاشف.
 |
| مشكلات تعليم القراءة والكتابة وعلاج صعوباتها ومصادر هذه المشكلات |
مشكلات تعليم وعلاج صعوبات القراءة والكتابة
تتنوع مشكلات تعليم القراءة والكتابة وعلاج صعوبات القراءة والكتابة في الدول العربية، ما بين أسباب متعلقة بالمناهج وأسباب بالمعلم وأسباب متعلقة بالمتعلم وأسباب متعلقة بالأسرة وأسباب متعلقة بالهيئات والجهات المسؤوولة عن إدارة العملية التعليمية تخطيطًا وتنفيذًا وتقويمًا.
المشكلات الخاصة بمناهج تعليم القراءة والكتابة
ويقصد بالمناهج هنا: محتويات كتب تعليم القراءة والكتابة في مرحلتي رياض الأطفال والابتدائية وما بعدها، ولا نقصد بالمناهج هنا المصطلح العام لكلمة المناهج الدراسية.
والملاحظ لتلك لمناهج تعليم القراءة والكتابة للأطفال والمتلأخرين قرائيًّا وطلاب محو الأمية يتضح له:
1- مشكلة الفصل بين تعليم الحركات القصيرة وبين تعليم السكون؛ حيث يتم تعليم التلميذ الحركات القصيرة ثم بعد فترة يتم تعليمه السكون؛ فيجد التلميذ أن الكلمات التي تعلمها تكتب بنفس الشكل لكن لها نطق مختلف؛ مثلًا: أَكَلَ- شَرِب يجدها التلميذ بعد فترة قد تحولت إلى أسماء بنفس الكتابة السابقة وصار نطقها: أَكْل- شُرْب وهذا من أهم أسباب التعثر القرائي.
2- الفصل بين تعليم الحركات القصيرة وبين تعليم الحركات الطويلة؛ إذ يتعلم التلميذ مثلًا: أَكَلَ- شَرِبَ.... ثم بعدها بفترة زمنية طويلة يُفاجأ أن هناك حركات طويلة؛ فيجد الكلمات السابقة قد صار نطقها: آكِل- شَرَاب- شَارِب ... وهذا الفصل يُسبب مشكلات متعددة ومتنوعة في المستوى القرائي المطلوب من تلاميذنا، وأحد أسباب القراءة المتعثرة هو عدم قدرة التلاميذ على التفريق بين الحركات القصيرة والطويلة؛ نتيجة للفصل بين تعليمهما، وعدم تعليمها مع توضيح الفرق بينها، والدليل على ذلك أن كل المتعلمين الذين قابلتهم من مختلف المراحل ينطقون الحركات القصيرة حركات طويلة؛ بَ تنطق بَا- بُ تُنطق بُو- تِ تُنطق تِي.
بل هناك مشاهير في تعليم اللغة العربية في منصات يوتيوب وتيك توك وغيرها ينطقون الحركات القصيرة حركات طويلة؛ مثلًا أَ تجده ينطقها آ، بَ تجده ينطقها بَا، بُ تجده ينطقها بُو، بِـ ينطقها بِيـ فما بالنا بالمعلمين العاديين والمتعلمين.
3- عدم تعليم طريقة التحليل الصوتي للكلمات من البداية ومع جميع المقاطع؛ فيصعب على التلميذ قراءة الكلمة المكونة من مقاطع متعددة؛ مثلًا لا يعرف قراءة أَكْل ( المكونة من مقطعين؛ ساكن أَكْـ، متحرك ل) إذ تعود على أَكَلَ المكونة من ثلاثة مقاطع متحركة ( أَ/ كـَ/ لَ). اطلع على: كيف أعلم ابني الحروف نطقًا وكتابةً وتمييزًا بينها في الشكل والنطق
مشكلات تعليم القراءة والكتابة المتعلقة بالمعلمين
أسباب خاصة بالمعلمين لا سيما وأن أغلبهم غير مؤهلين تأهيلًا صحيحًا؛ فأغلب من عرفناهم من المعلمين في الواقع والعالم الافتراضي لا يمتلكون مهارات التعليم والتعلم الصحيح للغة العربية؛ وخير مثال على ذلك أنهم لا يجيدون التفرقة بين قراءة حرف بحركة قصيرة وبين قراءة مقطع متحرك؛ مثلًا الجيم المكسورة ينطقونها جِيـ بينما نحن نقرأها في جـِ قصيرة وسريعة في كلمة مَسْجِد مثلًا وهكذا.
وسوء تأهيل معلمي القراءة والكتابة ومعلمي علاجها سواء في رياض الأطفال أو المدارس أو فصول محو الأمية واضح جدًا في كثير من أجزاء الوطن العربي؛ فنجد بعض المعلمين قد تدرب أسبوعين وبعضهم تدرب أسابيع معدودة؛ دورة نور البيان في مصر مثلًا التي تحصل عليها كثير من معلمات الحضانات الخاصة لمدة أسبوعين وبعدها يصبحن معلمات للقراءة والكتابة في الحضانات الخاصة والحضانات التابعة للجمعيات الأهلية.
فهل يمكن أن تكون أيام تدريب كافية لتأهيل أولئك المعلمين لتعليم الأطفال والمتأخرين قرائيَّا وطلاب محو الأمية من جميع الجوانب المطلوبة في عملية تعليمية ناجحة مثل طرق واستراتيجيات التدريس وتقنيات ووسائل التعليم وعلم النفس والصحة النفسية والتقويم والقياس..
وبالتالي لن يقدر معلم غير مؤهل تأهيلًا صحيحًا أن يعلم طلاب العربية تعليمًا صحيحًا، لن يستطيع معلم لا يجيد نطق الحروف أن يعلم المتعلمين النطق الصحيح لحروف لغتهم الأصيلة، لن يتمكن معلم لا يكتب كتابةً صحيحةً من تعليم الكتابة الصحيحة لمتعلمي العربية الصغار والكبار منهم.
تركيز أولئك المعلمين على الحفظ والاستظهار؛ فنجدهم يركزون على حفظ ومعرفة التلاميذ للحروف لا على النطق والأصوات، نجدهم يركزون على الكتابة بتكرار الحروف مثلًا لا على التمييز بين الأصوات... اطلع على ونزل مجانًا: اختبار تشخيص صعوبات القراءة والكتابة
المشكلات التي تواجه تعليم القراءة والكتابة المتعلقة بالأسرة
وتعدد الأسباب التي تساهم بها الأسر العربية في تعميق مشكلات القراءة والكتابة؛ ومن الأسباب التي تعيق الأسرة في تعليم القراءة والكتابة بشكل صحيح لأولادهم:
- الأمية: فقد يكون بعض أو أغلب أفراد الأسرة أميين؛ وبالتالي فإن فاقد الشيء لن يعطيه.
- عدم معرفة أفراد الأسرة بقواعد تعليم القراءة والكتابة؛ مثلًا جهلهم بالنطق الصحيح للأصوات والتحليل الصوتي وغيرها...
والحقيقة أنه ليس مطلوبًا من الأسرة أن تكون بمستوى معلمي القراءة والكتابة الجادين المبدعين ولكن على الأقل يكون لديها الأساسيات التي تساعد بها طفلها في هذه المرحلة.
- تركيز الأسرة على الحفظ والاستظهار لا على الفهم والتمييز والنطق السليم والتحليل والتقويم والتركيب.
- عدم وعي الأسرة بالمشكلات الصحية التي عاني منها أطفالهم لا سيما مشكلات التركيز والذاكرة والانتباه ومختلف العمليات العقلية والتي ربما تكون سببًا رئيسًّا في وجود صعوبات التعلم لدى أطفالهم. تعرف على: مشكلات الذاكرة والتركيز وغيرها لدى الأطفال وأعراضها وطرق علاجها
- قد لا يتوفر لدى أفراد الأسرة الوقت للمراجعة والمتابعة مع أبناءهم.
- اهتمام الأسرة بتعليم لغات أجنبية أو أشياء أخرى لأطفالهم.
- انشغال الطلاب بالألعاب الإلكترونية والهواتف والألعاب ومختلف المثيرات دون انتباه الأسرة لذلك.
- عدم توفير الكتب والمجلات والمواد التعليمية السمعية والبصرية والحركية والتطبيقات الإلكترونية التعليمية لأولادهم.
مشكلات تعليم القراءة والكتابة الخاصة بالهيئات التعليمية
وتعدد الأسباب الخاصة بالجهات التعليمية والمدارس التابعة لها؛ ومن أسباب مساهمة تلك الجهات في ضعف مستوى القراءة والكتابة أو العجر القرائي لدى الطلاب:
- عدم توفير حصص ومناهج خاصة لعلاج ضعف وصعوبات القراءة والكتابة لدى طلابها ( القرائية).
- عدم توفير المعلمين المؤهلين لتعليم القراءة والكتابة ومعلمي علاج صعوبات القراءة والكتابة ( القرائية).
- عدم توفير المواد والوسائل والتقنيات التعليمية اللازمة بأنواعها السمعية والبصرية والحركية اللازمة لتعليم صعوبات القراءة والكتابة أو لعلاج صعوباتها.
- ضعف التدريبات والأنشطة التي تركز على الأصوات والنطق في محتويات كتب تعليم القراءة والكتابة لا سيما في رياض الأطفال؛ حيث التركيز على الحروف الأبجدية لا أصواتها القصيرة والطويلة.
- عدم وجود معايير واضحة ومحتويات محددة لتعليم وتدريس القراءة والكتابة للأطفال أو التلاميذ المتأخرين قرائيًّا أو الكبار من طلاب محو الأمية وتعليم الكبار؛ بدءًا من التخطيط وانتهاءً بالتقويم.
- مزاحمة تعليم وتدريس اللغات الأجنبية لتعليم اللغة العربية في الوقت والجهد والمال ولعقول وقدرات ومهارات المتعلمين.
- عدم وجود جهات محددة في كثير من الدول العربية تشرف على تعليم رياض الأطفال تخطيطًا وتنفيذًا وتقويمًا؛ فبعضها تابع لوزارات وبعضها لجمعيات وبعضها لمساجد وبعضها لكنائس.
- عدم علاج المشكلات الصحية المتعلقة بالطلاب لا سيما مشكلات الإدراك والذاكرة والتركيز ومختلف العمليات العقلية.
- التركيز على الحفظ والاستظهار للحروف لا الفهم والنطق والتركيب والتحليل.. فالمتفوق هو الأكثر حفظًا للحروف لا الأفضل في نطق وتركيب وتحليل الأصوات.
اطلع على التفاصيل ونزل مجانًا ملف: تعليم أشكال الحروف في أول ووسط وآخر الكلمة بالحروف المنقطة
استطلاع حول مشكلات تعليم وعلاج صعوبات القراءة والكتابة
ما رأيكم أنتم في أكثر الأسباب التي تساهم في الضعف والعجز القرائي لدى طللابنا؟ وهل هناك أسباب أخرى لم نذكرها؟ وفي رأيكم ما أكثر العلاجات الفعالة للمشكلات المذكورة وغيرها؟
نمنى منكم الإضافة لنا من خلال التعليقات.
نأمل أن نكون قد ساعدنا من يهتم بـ:
عسر القراء والكتابة
الحل النهائي لمشكلات ضعف القراءة والكتابة
ما هي مشاكل القراءة والكتابة؟
ما هي مشكلة القراءة والكتابة؟
ما هي الصعوبات التي تواجه التلاميذ في مهارة القراءة والكتابة؟
ما هي صعوبات تعلم قراءة اللغة العربية وكتابتها؟
مشكلات القراءة وطرق علاجها.
حل مشكلة صعوبة القراءة.
علاج عسر القراءة pdf.
أسباب عسر القراءة.
علاج عسر القراءة عند الكبار.
صعوبات القراءة PDF.
أنشطة لعلاج صعوبات القراءة.
اختبار عسر القراءة بالعربي.
جمال الغريدي