من المسلم به أن المستوى القرائي والكتابي لكثيرٍ من الطلاب العرب ضعيف جدًا، ويدعو إلى الأسف والأسى؛ وذلك لأسباب كثيرة منها ما هو متعلق بالمتعلم ومنها ما هو متعلق بالأسرة ومنها ما هو متعلق بالهيئات التعليمية ومعلميها وأدواتها ومنها ما هو متعلق بالمناهج بعناصرها، وقد سبق لنا أن فصلنا في هذا الموضوع من خلال مقالنا: مشكلات تعليم وعلاج صعوبات القراءة والكتابة.
![]() |
مقياس تشخيص صعوبات القراءة والكتابة-القرائية بي دي أف |
ولكن يقابل الأسرة والمعلمين صعوبات في تحديد المشكلات والعوائق التي تواجه الطلاب في تعلم القراءة والكتابة؛ بمعنى أنه لا يعرف ما هي نقاط الضعف والقصور لدى الطالب؟!! ومن أين يبدأ في علاج نقاط الضعف؟ وهذا سؤال ملح وضروري سواءً في الطرح أو تحديد إجابته.
تحديد صعوبات تعلم القراءة والكتابة
ولأن صعوبات تعلم القراءة والكتابة متنوعة ومعقدة ومتداخلة، ويجب علاجها بدقة وعدم ترك جانب منها؛ لأن ذلك سيؤدي وجود صعوبات أخرى، وهكذا تقف مسيرة المتعلم القرائية.
ولأن تحديد هذه الصعوبات مهم وضروري؛ لكي يتم علاجها، ولأن هناك سؤالًا ملحًا من الأسر والمعلمين وهو:
كيف أحدد المشكلات التي تواجه ابني في تعلم القراءة والكتابة؟
لأن أغلب الأهالي وجزء كبير من المعلمين ليسوا متخصصين في تعليم القراءة والكتابة أو صعوبات التعلم ولم يحصلوا على التأهيل اللازم لذلك؛ فكيف لهم أن يحددوا نقاط الضعف عند أبناءهم وطلابهم؛ حتى يعالجوا هذه الصعوبات والمشكلات.
هل الصعوبات التي تواجه الطلاب في تعلم الحروف؟ أم في تعلم الأصوات؟ أم في تعلم التهجئة والتحليل الصوتي؟
ويبحث هؤلاء الآباء والمعلمون عن كيفية تحديد المشكلات التي تواجه متعلميهم؛ لهذا نقدم لهم مقياس تشخيص صعوبات القراءة والكتابة.
وهدف مقياس تشخيص صعوبات القراءة والكتابة لدى المتعلمين من الصغار والكبار من المتأخرين قرائيًّا وطلاب محو الأمية بدقة وتفصيل حتى يتم علاجهها.
وسنشير هنا إلى بعض الصعوبات التي تواجه المتعلمين في تعلم القراءة والكتابة؛ لأننا قد فصلنا لها في مقالات أخرى متنوعة في قسم القرائية.
بعض الصعوبات التي تواجه المتعلمين في تعلم القراءة والكتابة
تتعدد الصعوبات التي تواجه المتعلمين في تعلم القراءة والكتابة بدءًا من تعلم الحروف مرورًا بالأصوات حتى قراءة موضوع كامل وفهمه وتحليله وتركيبه، ومن أمثلة هذه الصعوبات:
الصعوبات التي تواجه المتعلمين في تعلم الحروف الهجائية
ومن هذه الصعوبات التي تواجه المتعلمين في مستوى الحروف:
- عدم قدرة المتعلم على حفظ الحروف الهجائية كاملة نطقًا وكتابةً والتمييز بينها، فيحفظ الطفل جزءًا من الحروف نطقًا وكتابةً أو أحدهما، أو يحفظها نطقًا ولا يعرف كتابتها أو العكس، أو يحفظها المتعلم ويعود لنسيانها.
- عدم قدرة المتعلم على معرفة أشكال الحروف في أول ووسط وآخر الكلمة حيث يعرف المتعلم شكل واحد للحرف وهو غالبًا الشكل الأساسي للحرف الذي عرفه به المتعلم أول مرة؛ ولذلك نجد التلميذ يكتب نفس شكل الحرف سواء في أول الكلمة أو وسطها أو آخرها؛ وبالتالي يكتب التلميذ الحروف غير ملتصقة وغير متناسقة، وتختلط عليه الحروف لا سيما المتقاربة في الشكل منها.
- عدم قدرة المتعلم على التمييز بين الحروف المتقاربة في الشكل مثل:
حرف الألف في وسط الكلمة ( ـا) وحرف اللام في وسطها ( ــلـ).
حرف ذ في أول ووسط وآخر الكلمة ( ذ- ـذ- ذ) وحرف ( ن) في أول ووسط وآخر الكلمة ( نـ- ـنـ، ـن، ن)
حرف الباء في أول ووسط وآخر الكلمة متصلًا ومنفصلًا ( بـ - ـبـ - ـب – ب) وحرف النون في أول ووسط وآخر الكلمة متصلًا ومنفصلًا ( نـ - ـنـ - ـن – ن).
- عدم قدرة المتعلم على التمييز بين الحروف المتقاربة في النطق مثل:
ينطق ( أ) مثلًا بدلًا من ( هـ) في كلمة: هَجَرَ، أو ينطق صوت حرف ( ت) بدلًا من صوت حرف ( ط) في كلمة: طارق، أو ينطق صوت حرف ( س) بدلًا من صوت حرف ( ث) في كلمة: ثورة، أو ينطق صوت حرف ( س) بدلًا من صوت حرف ( ص) في كلمة: صاروخ... أو ينطق صوت حرف ( ك) بدلًا من صوت حرف ( ق) كما في كلمة ( قمر) وهكذا في أصوات مختلفة. اطلع على ونزل ملفات: خطوات تعليم أشكال الحروف أول ووسط وآخر الكلمة بالتنقيط من هنا وبالتلوين من هنا.
صعوبات تواجه المتعلمين في تعلم الأصوات وبالتالي القراءة
يواجه المتعلمون صعوبات متعددة في مستوى الأصوات مثل:
- عدم القدرة على التمييز بي الحركات القصيرة؛ مثل قراءة صوتي ( أَ- كَـ) وصوتي ( أُ- كِـ) في كلمتي: ( أَكَلَ) و( أُكِلَ).
- عدم القدرة على التمييز بين الحركات القصيرة والطويلة نطقًا وكتابة؛ مثل صوت ( مَـ) وصوت ( مَا) في كلمتي ( جَمَل).
- عدم القدرة على التمييز بين السكون والحركات القصيرة والطويلة؛ مثل صوت ( رَ) وصوتي ( رْ) في كلمتي ( زَرَعَ) وكلمة ( زَرْع).
وبهذه المشكلات لا يستطع المتعلم نطق الأصوات نطقًا صحيحًا؛ وبالتالي قراءة الكلمات قراءة صحيحة.
صعوبات تواجه المتعلمين في التهجئة والقراءة
وفي هذا المستوى لا يستطيع المتعلم نطق الكلمة نطقًا صحيحًا وفقًا لمقاطعها الصوتية؛ وبالتالي عدم نطق الكلمة نطقًا صحيحًا حسب معناها ودلالتها، وكذلك التقطيع والتردد والبطء في القراءة وتخمين معنى غير صحيح للكلمة.
الصعوبات التي تواجه المتعلمين في قراءة الجمل والفقرات والموضوعات:
حيث لا يستطيع المتعلم فهم معنى الجمل والفقرات والموضوعات، أو طرح أسئلة عليها، أو تحديد الأسباب والنتائج، أو فهم الفكر الرئيسة والفرعية فيها، أو فهم المعنى العام للموضوع. اطلع على: كيف أعلم ابني الحروف الهجائية نطقًا وكتابةً وتمييزًا بينها في النطق والكتابة
أهمية مقياس تشخيص صعوبات القراءة والكتابة
مقياس تشخيص القراءة والكتابة الذي نعرضه هنا مهم جدًا حيث:
- مواجهة الكثير من المتعلمين العرب سواء من الصغار أو المتأخرين قرائيًّا أو طلاب محو الأمية صعوبات كثيرة متعلقة بتعلم القراءة والكتابة بدءًا من مستوى الحروف وصولًا لقراءة موضوع كامل كما سبق أن ألمحنا هنا وفصلنا هناك.
- مواجهة المعلمين والأسر صعوبات في تحديد الصعوبات التي تواجه أبناءهم؛ وذلك لتحديد العلاج المناسب وتقديمه لهم.
ولأن العلاج الفعال يتم عن طريق تحديد نقاط الضعف بدقة؛ لكل هذا وغيره كان مقياس تشخيص القراءة والكتابة.
مقياس تشخيص صعوبات القراءة والكتابة بي دي أف
وهو مقياس شامل يتضمن معايير دقيقة ومحددة ومتدرجة من تعلم الحروف الهجائية العربية حتى قراءة فقرة موضوع كامل وفهمه وتحليله وتركيبه.
قوموا بتحميل الاختبار وطباعته وتطبيقه على متعلميكم؛ لتحديد المشكلات ومن ثم العلاج.
رابط تحميل مقياس تشخيص صعوبات القراءة والكتابة بي دي أف من هنا.
نعتقد أن مجموعة مقالاتنا في قسم القرائية ستساعد في التشخيص والعلاج، يمكنكم الاطلاع على كل مقالات قسم القرائية من خلال الضغط على قسم القرائية.
جمال الغريدي